4. كتاب آداب النوم
باب ما يقوله عند النوم
عن البراء بن عازب رضى الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ِإذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن، ثم قال: " اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك. آمنت بكتابك الذي أنزلت . ونبيك الذي أرسلت". ((رواه البخاري بهذا اللفظ في كتاب الأدب من صحيحه)) وعنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، وقل ... " وذكر نحوهن وفيه: " واجعلهن آخر ما تقول" ((متفق عليه)). وعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل إحدى عشرا ركعة، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين ، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يجئ المؤذن فيؤذنه ((متفق عليه)). وعن حذيفة رضى الله عنه قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده، ثم يقول: "اللهم باسمك أموت وأحيا" وإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور" ((رواه البخاري)). وعن يعيش بن طخفة الغفارى رضى الله عنه قال: قال أبى: بينما أنا مضطجع في المسجد على بطني إذا رجل يحركني برجله فقال: "إن هذه ضجعة يبغضها الله" قال: فنظرت ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)). وعن أبى هريرة رضى الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قعد مقعداً لم يذكر الله تعالى فيه،كانت عليه من الله تعالى ترة، ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله تعالى فيه، كانت عليه من الله ترة" ((رواه أبو داود بإسناد حسن)). "الترة" بكسر التاء المثناة من فوق، وهي: النقص، وقيل: التبعة.
- باب جواز الاستلقاء على القفا ووضع إحدى الرجلين على الأخرى إذا لم يخف انكشاف العورة وجواز القعود متربعاً ومحتبياً
عن عبد الله بن زيد رضى الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقياً في المسجد، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى. ((متفق عليه)). وعن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء. حديث صحيح، رواه أبو داود وغيره بأسانيد صحيحة. وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبياً بيديه هكذا. ووصف بيديه الاحتباء، وهو القرفصاء. ((رواه البخاري)). وعن قيلة بنت مخرمة رضى الله عنها قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق. ((رواه أبو داود والترمذي)). وعن الشريد بن سويد رضى الله عنه قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتكأت على إلية يدي فقال: "أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟!" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)).
- باب في آداب المجلس والجليس
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقمن أحدكم من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن توسعوا وتفسحوا" وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه. ((متفق عليه)). وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم من مجلس، ثم رجع إليه، فهو أحق به". ((رواه مسلم)). وعن جابر بن سمرة رضى الله عنهما قال: كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي. ((رواه أبو داود والترمذي، وقال: "حديث حسن")). وعن أبى عبد الله سلمان الفارسي رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلى ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" ((رواه البخاري)). وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما" رواه أبو داود والترمذي وقال "حديث حسن". وفى رواية لأبى داود: "لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما". وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة. رواه أبو داود بإسناد صحيح. وروى الترمذى عن أبى مجلز: أن رجلا قعد وسط الحلقة، فقال حذيفة: ملعون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم -من جلس وسط الحلقة. قال الترمذى: "حديث حسن صحيح". وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خير المجالس أوسعها". ((رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري.)) وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جلس في مجلس، فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك" ((رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح)). وعن أبى برزة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: "سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" فقال رجل: يا رسول الله، إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى؟ قال: "ذلك كفارة لما يكون في المجلس. ((رواه أبو داود)).((ورواه الحاكم أبو عبيد الله في المستدرك من رواية عائشة رضى الله عنها وقال: صحيح بإسناد)) وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قلما كان رَسُول اللَّهِ ﷺ يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات: "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا" ((رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ)). وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: "ما من قوم يقومون من مجلس ولا يذكرون اللَّه تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة" ((رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح)). وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله تعالى فيه، ولم يصلوا على نبيهم فيه، إلا كان عليهم ترة؛ فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم" ((رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ: "حَدِيثٌ حَسَنٌ")). وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قعد مقعداً لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعاً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة" ((رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ)). وقد سبق قريباً، وشرحنا "الترة" فيه.
- باب الرؤيا وما يتعلق بها
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لم يبق من النبوة إلا المبشرات" قالوا: وما المبشرات؟ قال: "الرؤيا الصالحة" (( رَوَاهُ البُخَارِيُّ)). وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" ((مُتَّفَقٌ عَلَيهِ)). وفى رواية: "أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً". وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة -أو كأنما رآني في اليقظة- لا يتمثل الشيطان بي" ((مُتَّفَقٌ عَلَيهِ)). وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله تعالى، فليحمد الله عليها، وليحدث بها -وفى رواية، فلا يحدث بها إلا من يحب- وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره" (( مُتَّفَقٌ عَلَيهِ)). وعن أبى قتادة رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الصالحة -وفى رواية: الرؤيا الحسنة- من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئاً يكره فلينفث عن شماله ثلاثاً، وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره" (( مُتَّفَقٌ عَلَيهِ)). النفث نفخ لطيف لا ريق معه. وعن جابر رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" ((رَوَاهُ مُسلِمٌ)). وعن أبى الأسقع واثلة بن الأسقع رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه، أو يرى عينيه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل" ((رَوَاهُ البُخَارِيُّ)).